,,
حينما يستمع أو يقرأ المتابع الرياضي .. مقولة
" فريق أحلام كرويف " , أو بالأنجليزية
"Cruyff Dream Team"
حتماً فإن أول ماسيقع في ذهنه , هو نهائي ويمبلي 92
أمام سامبدوريا العنيد أنذاك والذي كان أشهر من في صفوفه الكبيران " مانشيني " و" فيالي"
ذاك النهائي الذي أضاع فيه الفريقان الفرص العديدة
مع تألق للحارسان , ( زوبيزاريتا ) والإيطالي ( باليوكا)
حتى وصلت المباراة إلى أشواطها الأضافية , وكان حل
لغز تلك الشباك اللعينة التي أبت إلا أنت تصل للدقيقة
112 يكمُن بين أقدام المدافع الهولندي ( رونالد كومان )
...
سنتطرق الأن إلى مغزى الحديث
الا وهو , تحليل أسلوب الفريق من الناحيتين
( الفنية ) و ( التكيكية )
..
# كــرويف وخطة 3-4-3 . .
إعتاد يوهان كرويف قبل مجيء " روماريو " , على اللعب بهذه الخطة
فكما ترون أمامكم , الكرة كانت تبدأ دائماً من المحور الدفاعي للفريق
( غوارديولا ) الشاب الذي حجز مقعده في الفريق منذ سن 20 عاماً
ناهيك عن أن كرويف كان يجعل لعب الفريق يتمحور حول غوارديولا
فهو الذي يعيد الكرة للخلف .. وهو الذي يمد صناع اللعب والمهاجمين
بتمريراته المتقنة , لذلك أنا أسميه بــ ( رمانة الميزان ) !!
,,
الأن ننتقل للثلاثي
أوزيبيو , أمور , باكيرو
في الوسط الأيمن والأيسر يكون أوزيبيو وأمور
وأمامهم باكيرو , كانت مهمة باكيرو التبديل المستمر معهما
اثناء تناقل الكرة , للسيطرة والأستحواذ على الكرة وتشتيت دفاع الخصم
ومحاولة فتح الثغرات الممكنة
,
أيضاً باكيرو يعد أحد أهم صناع اللعب في الفريق
ناهيك عن أنه يُجيد التسديد من خارج الــ 18 , كما هو حال كومان !
وفي الأمام نرى الثلاثي
بيغريستين , لاودروب , ستويشكوف
بيغريستين جناح أيمن كالمُعتاد , ستويشكوف في الأساس هو مهاجم
ولكنه أيضاً يجيد اللعب كــجناح ببساطة لأنه سريع
في المقابل نأتي الأن إلى " مربط الفرس "
فــ " لاودروب " , هو وسط هجومي ..
مركزه بالضبط يقبع مكان ( باكيرو ) , ولكن ولأنه تكتيك ( كرويف )
فإن كرويف جعل منه " مهاجم وهمي "
وبالتي عندما تصله الكرة لديه الأن 3 حلول
إما أن يُعطيها لزميله " بيغريستين "
إما أن يُعيدها لــ " باكيرو " ,, ( في حال كانت دفاعات الخصم متكتلة )
أو أن يعطيها " ستويشكوف " فيتبادلان مراكزهما فيصبح هو على الجناح الأيسر
وستويشكوف كــ "رأس حربة"
وفي حال أن سنحت له الفرص وكان لايعيقه عن المرمى شيئاً
بالتأكيد سيبادر بالتسديد ..
...
# كرويف وقدوم " روماريو " للفريق
في ذلك الموسم , أراد كــرويف .. أن يجعل الفريق
أكثر ( هجوماً ) وتسجيلاً للأهداف
,,
فالأعتماد على لاودروب كـ " مهاجم وهمي " , لم يعد يقنع يوهان
فأراد الأمر أن يكون ( صريحاً ) بالتعاقد مع عازف السليساو
الهداف " روماريو " الذي ذاع صيته في هولندا مع الكبير ( أيندهوفن )
ذات الفريق الذي أخرج لنا , برازيلي كبير آخر وهو (( الظاهرة رونالدو ))
,
روماريو الذي أحدث الطفرة الهجومية في موسمه الأول مع العريق الكالتوني
فأستطاع تسجيل هاتريك في الريال , وأستطاع كسر شوكة جاره " أتلتيكو "
في حين أنه كان ممن ألحقوا الهزيمة بأشبيلية ( سوكر وسيميوني ) الذي كان محطة
العبور الأخيرة للتويج باللقب بعد منافسة شرسة من الديبور
حيث تمكن روماريو من تحقيق لقب هداف الليغا بتسجيله ( 30 هدفاً ) خلال 33 مباراة خاضها
مع الفريق !
,,
في الواقع ماتم تغيره على مستوى الفريق
هو عودة لاودروب بجانب باكيرو , في حين أن روماريو أصبح رأس الحربة الذي لايرحم
جميع الدفاعات التي أمامه
هذا الموسم شهد , ظهور أبن الــ 23 عاماً الظهير الأيسر السابق
( سيرجي باراخوان )
,
أيضاً كما شهد تغير ملحوظ في مستوى " غوارديولا " فلم يصبح
ذاك المحور الدفاعي الذي يبدأ من عنده تبادل الكرات
ومهمته قطع كرات الخصم فحسب ..
بل أصبح صانع ألعاب الفريق , وشكل أروع ثنائية مع روماريو بجانب ستويشكوف
....
# ( نهاية حقبة الدريم تيم )
في ذلك الموسم , لم يكن يخطر على البال أن البارسا
سيُعاني الكثير الكثير في نهايته , كان بارسا مثالي
بارسا يأكل الكبار قبل الصغار , بارسا لايعرف للرحمة عنوان
وبالأداء يعزف أروع الألحان
ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
لعلكم سمعتم عن نهائي العذاب أمام ميلان في 94
حسناً لنذكر ماحدث بإيجاز !!
في ذلك الموسم من دوري الأبطال
كان البارسا لايُشق له غبار
كما كان ميلان , أيضاً
ولكن البارسا كان أكثر تميز من الميلان
,
في تلك النسخة من دوري الأبطال , لم يكن هناك مايعرف
الأن بالأدوار النهائية
بل كان كل فريق يلعب 6 مباريات ( ذهاب وأياب )
حتى يصل إلى نصف النهائي , وفي نصف النهائي
لايُلعب سوى مباراة ( خروج مغلوب )
لذلك كان البارسا لديه 10 نقاط
حيث أنه فاز 4 مرات , تعادل 2 مرتين
لم يخسر , سجل 13 هدفاً
دخل مرماه 3 أهداف
وفي المقابل كان ميلان لديه 8 نقاط
حيث أنه فاز 2 مرتين , تعادل 4 مرات
لم يخسر , سجل 6 أهداف
دخل مرماه هدفين
,
ومما يتضح لكم أن البارسا كان الأفضل هجوميا
في حين أن ميلان كان متفوق بقليل دفاعيا !
وهنا يلعب أول المجموعة مع ثاني المجموعة
فلعب برشلونة × بورتو
وفاز بثلاثية نظيفة
فيما لعب ميلان × موناكو
وفاز بثلاثية نظيفة
وكأن بالفريقان يهمسان لبعضهما البعض
" مافيش حد أحسن من حد "
وهكذا يتأهل الفريقان للنهائي الحلم في أثينا
( معقل الفلاسفة )
قبل أن يُفجرها " كرويف " بغرور ممزوج بكبرياء :
لايستطيع ميلان الصمود أمام سحر الكتلان
لن نخسر , وسنخضع ميلان تحت السيطرة !
,,
وكانت ليلة من أسوء الليالي على الكتلان
وأمام ناظر كرويف , أصبح فريقه مجرد قمصان في الملعب
بالطول والعرض ميلان سيطر على المباراة
وكابيلو , كان الزعيم .. حيث أثبت للميلانين وللعالم أجمع
أنهم قادرون على قهر ( بارسا كرويف ) الذي كان المرشح الأوحد
والذي كان الجميع يُجمع على أفضليته
,
4-0 لم يكن يتوقعها أشد الميلانيين تفاؤلاً
ولا حتى أكثر الكتلان تشاؤماً
بهدفي ماسارو وسافيفيتش والمدافع ديساييه
قُتل غرور كرويف , ودمرت أركان البارسا العظيم
" بارسا الأحلام " الذي رأى أشد الكوابيس من زعيم الطليان في أوروبا
وأنتهى الموسم بليغا , تشفي بعض الجراح
لتكتب نهاية كرويف والبطولات
حيث أستمر يوهان موسمين مع الفريق بلا بطولات
وبتخبطات كثيرة , فالبارسا المتوج أربع مرات متتالية بالليغا
أصبح بين الرابع والثالث
البارسا تأهل لكأس الأتحاد الأوروبي , والموسم الأخير الذي
شهد مرض كرويف كان قد تأهل إلى كأس الكؤوس الأوروبية
وقد شهد قدوم النجمين
فيغو والروماني بوبيسكو
في حين أنه هاجي أكمل هذا الموسم الثاني والأخير له
ورحل مع رحيل كرويف ..
,,
هنا أنتهت حكاية دريم تيم " كرويف "
ليخلفه السير بوبي روبسون
ويعود البارسا ليفرح الجماهير بالبطولات مرةً أخرى
فيرحل بوبي روبسون , ويخلفه فان غال
لتستمر البطولات , وفي المقابل يبتعد البارسا عن التأهل لنهائي الأبطال
حتى أتى أواخر عهد فان غال وبدأ عهد فيرير وركساش وفان غال وأنتيش
والبارسا لايزال مبتعد عن البطولات
فريق متهالك , إلى أن أتى ريكارد وأعاده للواجهة مع لابورتا مرة
أخرى , وليعيده للأبطال في 2006 فيحققها على حساب أرسنال في السان دوني
ومن بعدها عاد البارسا إلى صراع وتقلب في مستويات الفريق